قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعضو مكتبها السياسي باسم نعيم إن "العدو منذ أسابيع يرسل عبر الوسطاء أنه يريد أن يصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب بإلحاح، لكن هو يريد أن ينهيها بطريقته، يريد أن يذهب كل واحد إلى حال سبيله، دون الإعلان، ودون ضمانات لما سيأتي بعد".
وأضاف القيادي الحمساوي في مقابلة مع وكالة الأخبار المستقلة أن حركة حماس سلمت ردها على المبادرة للوسطاء وتضمن ثلاثة شروط، هي "وقف إطلاق نار شامل مُعلن، وبضمانات دولية.. والإعلان عن فك الحصار، وفتح المعابر، وإدخال كل المساعدات لأغاثة السكان والإيواء والإعمار، وبضمانات دولية.. وصفقة لتبادل الأسرى تؤدي إلى تبييض السجون، نريد أن يخرج كل السجناء من أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات والقيادات الفلسطينية الكبيرة من كل الفصائل".
ولفت باسم نعيم - وهو وزير سابق في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية - إلى أن نتنياهو يرى أن التوقيع على هذا الاتفاق توقيع على وثيقة هزيمتهم المدوية، والتي ستؤدي به في اليوم التالي إلى السجن، وبالحد الأدنى إلى انتهاء مسيرته السياسية، وانفراط عقد الائتلاف الحاكم.
وأضاف أن ذلك سيدخل إسرائيل في جولة جديدة من الصراع الداخلي الذي قد يؤدي إلى حرب أهلية، معتبرا أن اتفاق باريس جاء بهدف جسر الهوة بين الطرفين، حيث وضعوا إطار عمل.
وأكد القيادي في حركة حماس - والذي يزور موريتانيا حاليا - أن هذا الإطار ينقسم إلى مرحلتين؛ المرحلة الأولى تهدئة مؤقتة من 45 يوم يتم فيها تبادل أسرى محدود، مدنيين مقابل مدنيين، وتدخل المساعدات وتتوقف العمليات العسكرية، مع انسحاب إلى أطراف المدن، مشيرا إلى أن حركة حماس تعاملت مع كل المقترحات بإيجابية، سواء مع هذا المقترح، أو الذي سبقه.
وشدد القيادي في حركة حماس على أنهم يريدون فعلا "وقف العدوان لأننا كل يوم أمام مجزرة حقيقية ضد شعبنا كل يوم صباحا عندنا 200 شهيد، 150 شهيد، وبالتالي نحن تعاملنا بإيجابية، وأكدنا على نفس الشروط".
وأردف: "ينبغي أن يكون هناك وقف إطلاق نار شامل، وبضمانات دولية، انسحاب كامل للقوات من قطاع غزة إلى خارج القطاع، ويكون هناك رفع للحصار وبضمانات دولية، وبدخول كل الاحتياجات للإغاثة والإيواء والإعمار، وأن يكون هناك صفقة للتبادل بضمانات دولية لأن يُخرج العدو - كما قلت - الهدف الأساسي هو القيادات من الأحكام العالية، القيادات الوطنية".
وأشار باسم نعيم إلى أن تجربتهم في التهدئة الإنسانية الأولى التي تمت بعد أربعين يوما من بدء العدوان، أن العدو اخترق كل شروط التهدئة، لم يدخل المساعدات، واستمر في قتل الناس أثناء التهدئة، "ولم يلتزم بما اتفقنا عليه فيما يخص الأسرى، نحن نتوقع أنه لن يكون أمام العدو خيار آخر غير أن يرضخ لشروط المقاومة، لأنه هناك فشل في الميدان".
وأكد باسم نعيم أن الاحتلال "بعد 120 يوما لم يحقق شيئا، لم يحطم المقاومة، لم يستطع تهجير السكان، ولم يستطع أن يستنقذ أيا من الأسرى دون موافقة المقاومة"، لافتا إلى وجود "ضغط داخلي كبير في الكيان، على المستوى الشعبي والحزبي والسياسي، هناك ضغط دولي خاصة على مستوى أمريكي كبير، لأن أمريكا اليوم في سنة الانتخابات ومعنية أن تهدأ هذه الجبهة حتى تنطلق الانتخابات، وهي أيضا معنية بعدم توسع الحرب في الإقليم".
وتناولت المقابلة التي تنشر لاحقا مواضيع أخرى من بينها أهداف جولته التي تشمل موريتانيا، وعن تقديرهم لخطوة جنوب إفريقيا بجرجرة دول الاحتلال أمام العدالة الدولية، وكذا عن الواقع اليوم بعد نحو أربعة أشهر من بدء العدوان.
المصدر وكالة الأخبار المستقلة