الوئام الوطني ـ بمجرد أن يهل شهر رمضان المبارك تبدأ الجمعيات الخيرية والفعاليات الشبابية المختلفة في التسابق لتوفير الإفطار للمواطنين ممن تبعد أماكن عملهم عن أماكن السكن، أو ممن لا مأوى لهم، أو المسافرين أو من أدركهم الإفطار قبل الوصول لأماكن سكنهم.
مئات الهيئات والمبادرات تستهوي الشباب المتطوع
في الفترة الأخيرة، بدأت المبادرات التطوعية تستقطب الشباب الموريتاني، حيث تشهد البلاد انتشار مئات الهيئات والمبادرات التطوعية، التي يشرف عليها أو يعمل بها شباب.
المبادرات الشبابية التطوعية تكثف من أنشطتها خلال شهر رمضان المبارك، الذي يعد شهر عطاء وبذل وتضحية.
الأماكن العامة بالدرجة الأولى هي الوجهة الرئيسية، والبعض يفضل الأحياء الفقيرة وداخل المستشفيات. يتحرك يوميًا عشرات الشباب المتطوعون، وهم يرتدون سترات خاصة تحمل أسماء هيئاتهم ومنظماتهم، يقدمون المساعدة والعون لكل محتاج.
جمع التبرعات
طيلة شهر رمضان المبارك يشرف هؤلاء الشباب المتطوعون على جمع تبرعات من أجل توفير إفطار للفقراء في مختلف المناطق وخاصة الأحياء الفقيرة بالمدن الكبيرة، وأمام المستشفيات والساحات العامة التي تبنى فيها خيام لإيواء الصائمين.
آخرون يهتمون بتقديم سلال غذائية للأسر الفقيرة، ويختص آخرون في جمع الملابس مع بداية الشهر الكريم من أجل توزيعها قبل حلول عيد الفطر المبارك على أبناء الأسر ذات الدخل المحدود.
شح الموارد والحاجة للجد والجهد
يرى الناشط في المجتمع المدني والخبير بالجمعيات الخيرية عبد الله أمانة الله أن العمل الخيري في هذه السنة يميزه أن من يقومون به يحتاجون مزيدا من الجد والجهد ذلك أنه موسم يأتي في ظل شح الموارد وارتفاع الاسعار وكثرة المحتاجين.
وأوضح في تصريح ل"الوئام" أن الجمعيات والنشطاء في هذا المجال بحاجة لبذل المزيد ولذا فإن المتابع سيلاحظ بشكل جلي تراجع الجمعيات التي تقدم نشاطا يوميا على الأقل.
مضيفا أن هناك جمعيات تجمع بين الإثنين أي النشاط اليومي وبقية الانشطة التي عادة يشهدها هذا الشهر، كالسقايات والسلال الرمضانية "المؤونة" ولتماس الذكريات الفاضلة فيه كالجمعة وذكرى بدر وليلة القدر.
غياب ثقافة التطوع وضعف المصداقية
أما الصحفي محمد عمر فيرى أن العمل التطوعي والخيري من أجل وأعظم الأعمال التي يتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى، بالنسبة لنا كمجتمع اسلامي لكننا في موريتانيا لا زالت تغيب عنا ثقافة التطوع والعمل الجمعوي المنظم.
وأضاف في تصريح للوئام أن الجمعيات الخيرية في موريتانيا تفقد الكثير من المصداقية وذلك بسبب الفوضى التي اصبحت منتشرة في العمل الخيري وغياب الجهات الوصية عن تنظيم ورقابة هذا العمل فأصبح الكثير يتخذها وسيلة للكسب والعمل وكل من هب ودب يفتح جمعية خيرية ويضع أرقام التطبيقات دون حسيب ولارقيب فغابت الشفافية والبرامج والأهداف الكبيرة التي على الجمعيات الخيرية القيام بها .
وتابع: "لكن رغم كل ذلك تبقى هناك استثناءات من هذا فمن الملاحظ مؤخرا بروز جمعيات خيرية تحت اشراف رجال أعمال تميزت خلال فترة وجيزة بكثير من العمل على أرض الواقع والتقارير الحسابية الشفافة عن عملها وتمكين الرأي العام منها مثل جمعية إيثار الخيرية للتكفل بمرضى السرطان التي يتابع الكثير من الموريتانيين العمل الكبير الذي تقوم به في خدمة مرضى السرطان والبرامج الكبيرة التي تعمل عليها وذلك من خلال الشروع في صرح صحي كبير هو الأول من نوعه في موريتانيا متخصص في علاج مرضى السرطان.
وأكد ولد عمر أن "ما حققته هذه الجمعية الوليدة وما قدمت من عمل جاد وشفاف يجعلنا نتطلع إلى أن تحذو الجمعيات الخيرية حذوها وذلك من خلال الشفافية التي أرست والبرامج والمشاريع الكبيرة التي تنفع الناس وتمكث في الأرض"، وفق قوله.
تجارب ناجحة
قدمت عدة جمعيات خيرية نماذج ناجحة ـ وفق المتابعين ـ وحققت خدمات جليلة للصائمين، وساهمت في تخفيف معاناة مئات الأسر.
يبقى العمل الخيري في موريتانيا مرهونا لتحديات جمة بعضها جذري يتعلق بضعف التمويل، وغياب ثقافة التطوع، والبعض عرضي مرتبط بمستوى كفاءة ونزاهة القائمين على بعض الجمعيات والمبادرات الخيرية.
المصدر : موقع الوئام