
في إطار الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين موريتانيا وجمهورية الصين الشعبية، يشهد قلب العاصمة نواكشوط ورشة ضخمة لبناء مشروع استثنائي في بنيته وأهدافه: جسر "الصداقة" الموريتانية الصينية، الذي يمثل نقلة نوعية في البنية التحتية الحضرية ويُعد الأول من نوعه في البلاد.
بدأت أشغال المشروع في 25 فبراير 2023، بعد وضع حجر الأساس في 5 يناير من نفس العام، ومن المقرر اكتماله في 30 مارس 2025، بتمويل كامل من جمهورية الصين الشعبية، بلغ 220 مليون يوان صيني.
يمتد الجسر لمسافة 270 مترًا وبعرض 19.5 مترًا في طابقه العلوي، ويتكون من 40 دعامة تمتد إلى أعماق تصل إلى 60 مترًا، و54 عارضة خرسانية، بالإضافة إلى 9 فتحات بطول 30 مترًا لكل واحدة.
يضم الجسر طابقًا علويًا مخصصًا لحركة السيارات، وطابقًا سفليًا يشمل أرصفة للمشاة، ومسارات خاصة بالدراجات بعرض 2.5 متر، بالإضافة إلى أروقة فنية للتمديدات التقنية وخطوط الصرف، مع نظام صرف للمياه. كما زُود المشروع بجدران عازلة للصوت، وجدران حماية لحركة المرور، وفقًا لأعلى معايير السلامة الدولية.
ويُتوقع أن يسهم الجسر في تحسين انسيابية حركة السير، وفصل مسارات الدراجات والمشاة عن السيارات، بما يعزز الأمان ويُخفف من الازدحام عند أحد أكثر تقاطعات العاصمة كثافة.
يبلغ العمر الافتراضي للجسر 100 عام، وسيخضع لضمان صيانة يمتد لسنتين بعد التسليم، ما يعكس التزام الشريك الصيني بالجودة والاستدامة.
يعد مشروع "جسر الصداقة" أحد أبرز مظاهر التعاون الموريتاني الصيني، ويجسد بُعدًا جديدًا في العلاقات بين البلدين، قائمًا على المنفعة المتبادلة ودعم التنمية.
تقرير: عبد الله أمانة الله
شبكة فضاء الإعلام